السبت، 2 يونيو 2012

محاضرة بعنوان ماهي المرحلة المقبلة قدمها د بشير رجب الاصيبعي بمسرح كلية العلوم جامعة طرابلس 31/6/2012

ما هي المرحلة القادمة
 ان استشراف المستقبل وتقييم معطيات الحاضر والواقع قد تعطينا خطا مستقيما الى الهدف.
وان تطلعات المستقبل قد تكون مشوبة بنظرة حادة تبين عسر المضيق الذي يمكن لنا عبوره بسلام
وكثيرا من الاحيان نبين لانفسنا قصر فهمنا لما يجري وتنضوي جل عيوبنا تحت هذا البند ويتقبله الناس
ومن المعطيات الحالية التي نستطيع احصاء بعض منها:
ان احد مبادئ ثورة 17فبراير هو رفع الظلم عن المظلومين
والقصاص من كل من انتهك حقوق الانسان
وتنشيط عدالة التوزيع
واستيفاء الحق بالذات
والهجوم على من كان له فكر القذافي او ساعد على نشره والتحقيق معه
وقد انقلبت الموازين فمن كان بالامس متهما بانه ضد الطاغية وليس له الحكم فهو اليوم هو الحاكم
وان حكام الامس وفلولهم اصبحوا المطاردين
ولكن لابد لنا من كلمة حق يجب ان نعاملهم معاملة حقوق الانسان رغم انهم لم يفعلوا ذلك بنا
واذا اصر الثوار على معاملتهم مثل ما كان يعاملنا القذافي وجماعته فسوف يكون هناك انتهاكات لحقوق الانسان
كذلك حقوق المواطنة في انزال المرتب للمواطن والموظفين في وقته بدون تعطيل شهرا وشهرين يعتبر ضرورة قصوى لاستقرارا الامن في البلاد.
وانطلاقا من هذا التصور وفي خضم هذه الحالة الامنية ليبيا مقبلة على مرحلة انتخابات
وان هذه الانتخابات سوف تعطي من ينتخب الشرعية بان يخدم الوطن ليس باختياره ولكن باختيار الشعب له
بهذا سيكون له الشرعية بان يجمع السلاح من الشارع وان يعاقب كل من خالف ماراه المائتي عضو حقا عاما يجب احترامه والذوذ عنه. فان قام ثائر وكتيبته يريدون تحويط المؤتمر الوطني العام فسوف تتصدى له قوة الشعب ومنها قوات الامن المنوطة بحفظ الامن. وبهذا قد تكون الانتخابات منجية ومخلصة من تسلط بعض الكتائب على الحكومة التنفيذية.
فماذا تحمل المرحلة القادمة ياترى من متغيرات:
1-المؤتمر الوطني:
دعى عبدالرحمن شلقم الى مؤتمر يضم الليبيين في الخارج والمنطقة الشرقية لاختيار خبرات الشعب الليبي في تاسيس حكومة ليبية في روما. فحاربه في ذلك الكثير وقالوا لو اراد ان يكون حكومة لما لم ياتي الى بنغازي. ففشلت مساعى عبدالرحمن شلقم ثم جاء الى بنغازي زائرا.
وفي يونيو قبل تحرير طرابلس انعقدت جلسات المجلس الانتقالي تريد ان تمدد للمجلس الحالي الى مدة سنتين بعد التحرير . فقال احدهم قائلا ان الامريكان والتحالف سوف لن يرضوا وسوف يقطعون الحماية اذا سمعوا بذلك. وسوف يشجعون شلقم حيث كان ينادي بمؤتمر في روما لاقامة حكومة منتخبة. فاقترح بعض الحضور بان نعلن عن هذا المؤتمر من المجلس وبهذا يكون لنا مؤتمرا منتخب من قبل الشعب الليبي. فارادوا ان يضعوا له آلية
فقال الحضور عندنا عشر محافظات على كل محافظة ننتخب عشرين وبهذا يصبح عدد المؤتمر مائتين على مستوى ليبيا.
ثم قام المجتمع المدني يبين ان هذا الامر خطأ كيف تساوى بين المحافظات مع اختلاف عدد سكانها. حيث ان العضو في المؤتمر الوطنى لا يمثل ترابا بل يمثل عدد النسمة كما هو في العالم الاخر. ولكنهم لم يتفهموا هذا النقد وتوالت الانتقدات الى ان عدل في مفوضية الانتخابات. وقد يكون تصورهم للمؤتمر الوطني على غرار ما حدث في تونس.
فقد انعقدت بعض الجلسات من قبل كتائب الثوارالتي لم يكن لها دراية بامور السياسة باعترافهم وقالوا نبايع الشيخ مصطفى على ان لا يقيم انتخابات ويبقى هو الحاكم. فرد بعض الحضور بقولهم اذن سيكون هناك حربا شعواء وسوف يسقط بالقوة.
 ثم اعترض بعض الناس وخاصة من المنطقة الشرقية بسبب ان لبنغازي ستين مقعدا وطرابلس مائة مقعدا والباقي مقسمة تقسيم يكاد يكون الفردي على اساس قبلي وليس على اساس الولاء السياسي. فالجبل الغربي اصبح لكل قبيلة عضوا في المؤتمر الوطني. وليس لهم قوائم ما عدا غريان. وسبها التي تعتصرها الاتجاهات القبيلة كان حظها فردي وقوائم.  
وهكذا يتكون المؤتمر الوطني من 200 عضوا ليس حبا في كثرة الاعضاء ولكن تمثيلا لجميع لحم الشعب الليبي حتى ان بعض القبائل لا تصل الى عشرة الاف شخصا وعين لهم كرسي في المؤتمر الوطني. فلو اخذنا اخر احصائية للشعب الليبي لوجدناها ستة مليونا واذا قسمناها على 200 عضوا لكان لكل 30000 شخصا لكل عضو في المؤتمر الوطني. ولكن لم يكن ذلك معيارا في كل الدوائر الانتخابية كما اسلفنا.
وان هناك مرشح فردي وكيان
المرشح الفردي عبارة عن تمثيل قبلي حيث يكون  هناك شخص تلتف حوله القبيلة فمثلا المشهورين في المعارضة قد يختاروا الترشح الفردي لمعرفة الناس بهم.
واما الكيان فهو سياسة الحزب ومجموعة من الناس من كل مدينة تكون المناصرين لهذه الافكار هذا الحزب. فقد يرشح الحزب في طرابلس وبنغازي وفزان ولكن المرشح الفردي لا يستطيع الا ان يرشح نفسه في منطقته او قبيلته او دائرته وكثرا ما يعتمد على قدرته في اقناع الاخرين بانه من ابن او ابنة المنطقة ويريد ان يخدمها ويجند الاقارب والجيران ولحمة العائلة من اجل استقطاب الاصوات.
توزيع الكراسي والتحالفات :
لقد فرض الوضع الذي مرت به مصر وتونس على ليبيا بان تتخذ اجراء في الانتخابات . وهو عدم اعطاء الفرصة لحزب واحد بان يكون هو المهيمن على السلطة وبهذا جعلو للكيانات السياسية 80 مقعدا وللمرشحين الفرديين 120 مقعدا. وهذا كضمان لعدم انفراد حزبا بالحكم. ولكن لا يستطيع احدا ان ينكر ان من الحزب هناك من يرشح فردي. عموما هو اجراء احترازي ولكن لا يمنع أي حزبا بان يفوز بالاغلبية اذا كان له تحالفات مع الافراد المرشحين. فكما هو معروف ان اكثر الكيانات السياسية لم تكن جاهزة بقوائمها وانما كانت تحاول ان تجمع اكبر قدر ممكن للقوائم. 
واما التحالفات فكانت لتجميع الاحزاب والافراد وبهذا يقل المتنافسون عن الكراسي. ففي تونس كان 116 حزبا يتنافس على المقاعد وبهذا كل حزب اخذ كم الفا ولم ينجح في الانتخابات لتفرقهم نجح اثنان فقط.
فتلافيا لهذا اقيمت بعض التحالفات وقد تكون قد دخلت الى معترك الحملات الانتخابية.
المراة والقوائم: ان المراة الليبية اصبحت تدفع دفعا قويا الى ان تشارك الرجل حياته السياسية ولكنها لا زالت متاخرة لولا قوائم ذكر انثى لما كان سهلا عليها تكثير عددها في المؤتمر الوطني.
المرأة والترشح الفردي:
نجد ان انتخابات المجلس المحلي بنغازي لم تنجح الا امراة واحدة. فاين مناصري المراة في معترك الحياة السياسية في ليبيا. ام هل المراة امراة بيت وعرض يجب ان يصان فقط. وبالنظر الى هذه المهام نجد ان الرجل الليبي ينظر الى مصلحة الاولاد فليس لهم احسن واحن من الام وانه لا يثق باي احد اخر يربي له اولاده. فكثير من الامهات اللاتي كن متميزات في الدراسة لكن اليوم هن امهات وقد يجدن صعوبة في انشغالهن بالاولاد بان يدخلوا ابواب السياسة.   
وان كل قبيلة وقرية ومدينة قد انتخبت عضوا لها وبهذا اصبحت المشاركة كاملة وممثله تمثيلا واضحا وليس هناك قبيلة او مدينة او قرية في ليبيا الا واختاورا ممثلهم.
وان هذا التمثيل سيكون من بين عدة مرشحين على الكرسي الواحد وقد بلغت المنافسة على الكرسي الواحد خمسون مرشحا واكثر من ذلك في بعض المناطق وقد تفوق ذلك بعض الاحيان.
ونقول ان آلية انتخاب واسقاط عضو المؤمر الوطني قد تكون عادلة الى حد ما وانها ممكن ان تاتي بثمار مرجوة بدون غش في الانتخابات ولا سوء ادارة وان الشعب مصر على انجاح الانتخابات.
شراء الاصوات: فياتي هذا يريد شراء الاصوات بامواله ليفسد الانتخابات فان فعل امامك ولم توقفه وتعاقبه فانك مشارك في الجريمة امام الله والناس وسوف تبعث يوم القيامة وتسال امام الشعب الليبي الذي سوف لن يسامحك. فبعد ان سالت دماء الابرياء من سجناء الراي وبعد ان سالت دماء الشهداء ياتي من يريد ان يرجعنا الى عهد الغش والكولسة وشراء الاصوات والدخول الى المؤتمر الوطني بقوة المال لا باختيار الشعب لك ولنزاهتك ووطنيتك.
وان كل مرشح علم انه يشتري الاصوات فسوف يشطب بالكامل ان كان مفردا او حزبا وسوف لن يكون له حق الترشح في ليبيا ابد الدهر. وان هناك عيون سوف تبث وسوف تشتري الاصوات لايقاعه في المصيدة فالحذر.
رؤوس الاموال والانتخابات وقوة السلاح:
وها نحن اليوم نرى ان الكثير من الاحذية قد ابيدة على قطر وقدرة هؤلاء بان يقوموا بالعمل المطلوب من رؤوس اموال لم نعرف مصدرها وهي اليوم تتمتع بالحماية والسلطة في ليبيا. ولها القدرة على صنع القرار المناسب لصيانتها والذوذ عنها.
فمنصب الثائر اليوم هو منصب له احترامه وقد فرض علي المجتمع شئ من بسط الارادة غصبا عمن يريد او لا يريد وانه قد يطلب الثائر شئ لمقتناه ولا يستطيع احد ان ينازعه ذلك بسبب قوة السلاح.
ولقد راينا ثوارا كانوا بالامس لا مال لهم اصبحوا اليوم اموالا وخيرات و  و   و
فكم من هذه القوة والاموال ستوظف لكسب معركة الانتخابات
قوائم النزاهة: ان الوطنيين لا يريدون رؤية ازلام النظام في الحكم.
لقد رأينا ان هناك الكثير من ازلام النظام السابق تقدم للترشح في المؤتمر الوطني وقد يكون هذا شئ من حرية الرأى والاختيار ولكن لابد من فرز لهؤلاء. وذلك لانهم يريدون ان يوقعوا الفتنة بيننا ويؤخرون البلاد. فكثير منهم لا زال يحن الى وقت القذافي ولزالوا يقارنوننا بما راوه من امن وتمتع بالاموال والجاه في عهد الطاغية ولا زالوا يرون انه اتي بنا النيتو لنحكم البلاد بدلا من فهمهم باننا طلاب حرية وطلاب حق.  وان القذافي كان ظالما مستبدا رايه وانه كان يسعملهم ضد بني وطنهم من الاحرار. ولقد رايت طعونا من هؤلاء لاناس وطنيين يريدون الغاء ترشحهم.
فعلى كل ليبي غيور بان ياخذ اسماء المرشحين وان يطعن في كل من يراه ليس اهلا لان يكون في المؤتمر الوطني. ورغم ان المحاكم الجزئية التي تقبل الطعون انتهى وقتها الا ان هيئة النزاهة لا زالت تقبل الطلبات.
ولقد اعلمت ان احد موظفي النزاهة كان قريبا في العهد السابق يزور جوازات السفر الليبية وكتيب العائلة وحكم عليه بالسجن ولكن افرج عليه القذافي في 17 فبراير وها هو الان في النزاهة . كيف يكون ذلك لابد من فتح العيون ومعرفة الناس. ولابد من مراقبة سير كل هيئة لا تعطي ثقة عمياء في شئ في هذا العالم فان من يريد الهدم قد يكون في مناصب تؤهله من ذلك لسوء مراقبتك ولسذاجتك كثائر.
فسوف نشن حربا على موظفي النزاهة ونطهرها ممن لا يستحق ان يكون فيها.ونشجع من يكون فيها نعم المراقب والحريص على البلاد وليس له سوابق.
قوة بطاقة الانتخابات:
الناخب يستطيع ان يكون هو الرجل النزيه الذي يختار من يكون في الحكم بامانة امام الله. فاذا راى ان فلانا له القدرة على انتقال البلاد من فوضى الى دولة لابد له من ان يصوت له بغض النظر عن القرابة او الدم او الصحبة.
يوم الانتخابات 19 /6/2012:
سيكون يوما تاريخيا وسيكون يوما طويلا وسوف يكون الصندوق فيه مراقبا من مراقبين محليين وعالميين وسوف يكون هناك المرشحون والناخبون ويكون هناك العاديين في نهاية اليوم. فالصندوق سوف لن يتحول من مكانه الذي وجد به حتى لا يطعن احد ان هناك اختلاسات اصوات من صندوق الى صندوق. وينتهي العد بنجاح افراد واحزابا.
المؤتمر الوطني العام:
سوف يجتمع المائتين عضوا يتراس الاجتماع اكبرهم سنا ثم يرشح لرئاسة المؤتمر الوطني مرشحين وينتخب من بينهم الرئيس. ثم يضعون جدول اعمال مناسبا لهم ليباشروا استلام السلطة من المجلس الانتقالي المؤقت وسوف تكون مدة المؤتمر الوطني سنة كاملة. وسوف تستمر الحكومة التنفيذية لمدة اسبوعين او اكثر ريثما يعلن عن حكومة انتقالية من اعضاء المؤتمر المنتخبين كرئيس وزراء ووزراء. ثم تسلم الحكومة التنفيذية الحكم للحكومة الجديدة التي ستباشر عملها لمدة لا تقل عن ثمانية عشرة شهرا.
تكون مهام الاعضاء الاتي:
الاشراف على لجنة الدستور والاستفتاء على الدستور.
الاشراف على استقلالية القضاء
الاشراف على  الحكومة التنفيذية
الاشراف على هيئة الانتخابات المستقلة التي سوف تباشر انتخابات البرلمان والحكومة بعد 18 شهرا.
بالاضافة الى المحافظة على اللحمة الوطنية واستتباب الامن في ليبيا.

ونسال ما الفرق بين عضو المجلس النتقالي وعضو المؤتمر الوطني ؟ ونجيب ان :
عضو المجلس الانتقالي غير منتخب  قد نقول متسلق
عضو المؤتمر الوطني منتخب مكلف من الشعب
فالفرق شاسع
حيث الرئيس المنتخب سوف يمثل ليبيا فعليا وهو مكلف بذلك ولا احدا ينازعخ في ذلك وكذلك جميع المكلفين سوف يخدمون ليبيا من اجل مستقبل زاهر وواعد.
وفي الحتام نقول ان ليبيا كل يوم من حسن الى احسن ومن طيب الى اطب وان الشعب الليبي جسد وكيان حي له معايير وقيم وانه سوف ينهض نهضة قوية وواعدة تحافظ على حقوق الانسان ودولة الحق والقانون.

كتبه بشير رجب الاصيبعي









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق