الأحد، 19 فبراير 2012

القمامة والبيئة في ليبيا





لقد زال القذافي ولكن زهمه لم يزول بعد ! كانت الأوبئة منتشرة في نهاية الحرب العالمية الثانية, وكان العلماء ينظرون ما سبب انتشار هذه الأوبئة الفتاكة بالرجال والنساء والاطفال. فخلصوا الى ان هناك ثلاث اسباب: الاول: القمامة (الكباسات) المنتشرة قرب مساكن الناس وكان هذا امر طبيعي لنفايات التجمعات السكانية. والثاني الصرف الصحي ومخلفات الانسان. والثالث المياه الملوثة من الانهار والترع. فاول شئ قام به هؤلاء العلماء هو ارغام الحكومة للتخلص من النفايات بدفنها, وايجاد طريقة للصرف الحي ومجاري تبعدها عن المدينة, ووضع نسبة بسيطة من الكلور في مياه الشرب كي تقتل الجراثيم المتنقلة يواسطتها. والآن نجد ان ليبيا في غياب بنية تحتية تحتاج الى الانتباه والحذر من انتشار الأوبأة, وها نحن ننوه بهذا الامر.
ان مظاهر التسيب والافلات الامني في ليبيا جعل اولى الاولويات مهملة مثل القمامة. فان القمامة (الكباسات) ظاهرة لا يجب ان تكون في مجتمع يدعو الى الحرية والعدالة والصحة والاعتناء بالمرافق الحيوية. فانه قد حدثتني قريبة لي باننا لم نعمل قديدا في عيد الاضحى الماضي 2011 والسبب هو كثرة الذباب الذي ينقل الامراض, وان الملح لم (يفلت) فيه ويبعده عن القديد. وان الذباب يعشش ببويضاته لينقل الامراض.




ولينظر المجلس الانتقالي والحكومة التنفيذية بان صحة المواطن في خطر من مشاكل البيئة. وان الملام الاول في هذا من ركب الحكم وتولى امر الناس, وليس العامة الذين لا حول لهم ولا قوة. وان من يخالف ويرمي بالنفايات انما هو ضرورة لان الدولة لا زالت نائمة في سبات عميق لا يمكن معه الا وخزها بالابر واجبارها بان تعمل شئ حيال هذه القمامات.
ان النفايات موجودة وبكثرة قرب المساكن في كل ليبيا والمدن الكبرى وضواحيها. ففي بوسليم مثلا هناك مجمع حكومي للنفايات والمساكن تحيط به من كل الاتجاهات وقد يؤدي ذلك الى ا ن احدهم يشعل النار في هذه المكبات ظنا منه انه سيتخلص منها, ولكن تصبح خطرا على التنفس وخاصة من يشكو من مرض الربو, والامراض المزمنة مثل امراض التنفس والقلب. فقد حدثني صديق بانه اذا فتحت نافذة غرفت بيتك امتلأة الغرفة رائحة كريهة. والاسوأ من ذلك هو انك لا تستطيع طرد هذه الرائحة الكريهة لانها منبعثة تباعا من المكبات. فلو احببت ان تقفل النافذة وتفتح المكيف لامتلأ البيت زهما من رائحة الكبابيس.
ومثل هذا المكب موجود في منطقة بجانب مصنع التبغ قرب السريع في منطقة مؤهولة بالسكان. فان منظر الكبابيس مقرف, وان زهمها يبعدك من بعيد, وتريد ان تقفل فمك لان لا يتختلط لعابك بالرائحة الكريهة, وان من يسكن قرب هذه المواقع سوف لن يستلذ بطعامه ولا شرابه. فماذا انتم فاعلون يامجلس انتقالي ومكتب تنفيذي.
مشروع الهضبة للتقنية مياه الصرف الصحي أي (نفايات البراز):
هذا المشروع يحيط به من جميع الاتجاهات المساكن. وهذا المشروع سيصبح كارثة بيئية لا يمكن السكوت عنها. وان الامر يدعو الى ضرورة نقل مثل هذه المشاريع خارج المخطط العمراني.
وخلاصة الأمر انه إذا جاء وفد مفتشين صحيـين من بلد كبرى مثل بريطانيا لأغلقوا كثيرا من الطرقات ومواقع النفايات ولما اعطو رخص لمن يفتح ماكوت قرب هذه النفايات.
وفي يومنا هذا تقدم العلم واصبح الانسان قادر على ان يستثمر في امور تحسين البيئة مثل النفايات بتكرريها والاستفادة من الغازات والمواد العضوية المنبعثة منها واستعمال الباقي كاسمدة. وقد لا تستطيع الحكومة فعل ذلك فلها بان تتعاقد مع شركة رائدة في هذا المجال.
ان حزب الاستقلال المحافظ الليبي يرى انه قصور من الحكومة الليبية وخاصة وزارة البيئة وان هذا التقصير جدير بان يؤخذ بعين الاعتبار من قبل المسؤولين ومن لهم وطنية ولهم حرقة على هذا البلد. والحل في هذه المعضلة هو مصنع تكرير النفايات في مناطق بعيدة عن السكان والمدن.
فموضوع البيئة شيق وكبير وقد يكون الامر اكبر مما يتصور المواطن العادي. وللحزب خطة في تكرير النفايات وصرفها في مصارف تعود على البلاد بالادخار والاستثمار بدلا من اهدار المال واضاعة الفرص.
كتب التقرير بشير رجب الاصيبعي
رثيس حزب الاستقىلال المحافظ الليبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق